Ads 468x60px

ماهو الفوركس؟

ماهو الفوركس ببساطة؟



الفوركس هو عبارة عن بورصة تختص بتجارة الأوراق المالية (حيث تكون السلعة هي المال)، والبورصة هي كيان ينشأ جراء وجود سلعة متداولة تخضع للعرض والطلب المستمر فتكون البورصة هنا بمثابة المنظم لهذه العملية حيث يتم بواسطتها تحديد واعتماد سعر للسلعة حسب قوة أو ضعف الطلب عليها في مقابل وفرة أو شح العرض لها.
والمتعارف عليه تجارياً أنه كلما زاد الطلب من المستهلكين على سلعة ما أدى ذلك لارتفاع ثمنها مما يدفع الكثير من المنتجين لهذه السلعة لانتاج وترويج المزيد منها لجني الربح من سعرها الباهض ويكون المتحكم في سعر هذه السلعة بشكل أساسي هم المنتجون لها ولكن حينما يتخطى المنتجون حاجة المستهلكين بحيث يكون المعروض منها في السوق أكثر من الطلب عليها يلجأ المنتجون لخفض ثمن السلعة حتى يتمكنوا من بيعها وبالتالي يكون المتحكم في سعر هذه السلعة هم المستهلكون بشكل غير مباشر وهذا يؤدي إلى اتجاه المنتجين لخفض انتاجهم بسبب تكدس السلعة في السوق وتضاؤل ربحها مما يؤدي إلى بداية شحها في السوق ومن ثم الارتفاع التدريجي في الطلب عليها ليبدأ سعرها في الصعود مرة أخرى وهكذا. أي أنه كلما زاد الطلب عن العرض زاد السعر وكلما زاد العرض عن الطلب قل السعر. وفي هذه الحالة تكون حلقة الوصل بين المنتجين والمستهلكين في السوق هي محلات البيع والتي تستفيد من فرق السعر بين الشراء من المنتجين والبيع للمستهلكين.
وكذلك هي الحال في بورصة الأوراق المالية (فوركس) ولكن بشكل أكثر احترافية فالسلعة التي يتم الاتجار بها هنا هي الأوراق المالية (النقود) والمنتجون هي الدول صاحبة هذه العملات والمستهلكون هي البنوك المركزية في هذه الدول ونحن المضاربون بهذه الأموال أما حلقة الوصل بيننا كمستهلكين وبين هذه الدول كمنتجين هي شركات الوساطة في الفوركس والتي نقوم من خلالها بإجراء صفقاتنا.

ولتقريب مفهوم التجارة بالمال للقارئ الكريم سأضرب مثالاً شائعاً أقرب ما يكون لسوق الفوركس ودعوني أخمن أن جميعكم سمع عن مصطلح "السوق السوداء"، مصطلح السوق السوداء يطلق على أي تجارة لسلعة ما في دولة ما تحرم التجارة بهذه السلعة لغير المنافذ المرخصة والمراقبة والمسموح لها أن تتاجر بها وذلك لأن الحكومة تريد التدخل المباشر في التحكم بسعر هذه السلعة وحمايتها من انتهاكات العرض والطلب لسعرها، فمثلاً حين تقوم الحكومة بدعم سلع أساسية كالزيت والسكر بحيث يتم بيعهم في منافذ مرخصة ومراقبة من قبل الحكومة بسعر أقل من سعرهم التجاري يقوم تجار السوق السودا بالتحايل على القانون وشراء هذه السلع في الخفاء بالسعر المدعوم ثم يقومون بطرحها في السوق مرة أخرى بالسعر التجاري غير المدعوم اعتماداً على ارتفاع الطلب عليها كسلع أساسية ولذا سميت سوداء لانها تجلب الخراب على اقتصاد الدولة و ميزانيتها وربما على المواطنين لافتقارها للقوانين المنظمة.
وكذلك بالنسبة للنقود ففي بعض الدول توصف بعض العملات بـ"العملة الصعبة" أي غير المتوفرة نتيجة ارتفاع الطلب عليها وقلة توافرها، وغالباً ما تكون الدولار لانها العملة الأكثر شيوعاً والتي يمكنك التعامل بها في أي مكان بالعالم لذا تتحول لسلعة يتم المتاجرة بها وتخضع للعرض والطلب وبما أنها مقياس يقاس به سعر العملة المحلية وتحديد سعرها عالمياً فمن الخطورة عدم السيطرة على سعر الدولار داخل الدولة كي لا تنزلق العملة المحلية بسبب ارتفاع الطلب على الدولار وقلة توافره وبالتالي تقوم الحكومة بمنع هذه التجارة وتحريمها والسماح فقط للمنافذ المراقبة حكوميا كالمصارف والبنوك بالمتاجرة بها حسب السعر الذي تفرضه الحكومة عليها، ومن هنا تنشأ سوق سوداء داخلية لتجارة العملات الصعبة في الخفاء وهذا ما يهمنا لفهم طبيعة هذه التجارة ومحاكاتها للفوركس.

لنفرض أن سعر الريال السعودي داخل مصر في الأيام العادية هو 1.5 جنيهاً مصريا ( 1 ريال سعودي = 1.5 جنيه مصري ) ولكن في بعض المواسم كموسم الحج وعمرة العشر الأواخر من رمضان يزداد الطلب على شراء الريال السعودي بغزارة من قبل الحجاج والمعتمرين
فيشح في المصارف المصرية فتخلتق سوق سوداء تستغل هذه الظروف للتجارة بعملة الريال السعودي حيث أن زيادة الطلب يواليها ارتفاعاً في السعر ليصل مثلاً إلى 1.8 جنيهاً مصرياً ( 1 ريال سعودي = 1.8 جنيه مصري ) وبالتالي فإنك إن قمت قبل هذه المواسم بعمل صفقة شراء لـ 10 آلاف ريال سعودي ستدفع مقابلها 15 ألف جنيهاً مصرياً ثم تقوم ببيع الـ 10 آلاف ريال التي اشتريتها سابقاً ولكن أثناء موسم الحج والعمرة بمبلغ 18 ألف جنيهاً مصرياً، أي انك اغلقت صفقة الشراء التي فتحتها سابقاً بربح 3 آلاف جنيهاً مصرياً بسبب ارتفاع سعر الريال السعودي بقيمة 0.3 فقط ، ولو افترضنا أن الصفقة كانت 100 ألف بدلاً من 10 آلاف فسيكون ربحك 30 ألفاً وهكذا. ويمكننا ترجمة هذه الصفقة بلغة الفوركس ونعيد توصيفها فأنت قد قمت بفتح صفقة شراء على زوج العملات (ريال سعودي/جنيه مصري) حين كان السعر 1.5000 جنيهاً مصرياً مقابل الريال السعودي ثم ارتفع السعر ثلاثة آلاف نقطة ليصل 1.8000 (حيث ان النقطة تساوي 0.0001) وهو ما يساوي 3 آلاف ريال فقمت بغلق الصفقة المفتوحة (اي بعت ما كنت قد شريته من الريالات) ليكون اجمالي رصيدك هو 15 ألف جنيه + 3 آلاف جنيه ربح أي 18 ألف جنيهاً، وهذا بالضبط ما يحدث في الفوركس من خلال تجارة أزواج العملات الأجنبية واستغلال تحرك فروق الأسعار بينها ولكنه يتم بنسب أرباح تفوق ذلك أضعافاً كثيرة وكل ذلك يتم من خلال الانترنت من منزلك وبشكل شرعي ومرخص ولا غبار عليه.

أعتقد بذلك عزيزي القارئ أنك قد كونت فكرة عامة عن ماهية البورصة والفوركس والتجارة بالعملات والأرباح المهولة التي أكسبتها هذا الزخم الذي جعلك تبحث عن ماهيتها وبقي أنا نتعرف على تفاصيل أكثر تزيد استيعابك لهذه التجارة الغامضة والمربحة.